أخي وآخي
سالمٌ أنا سالمْ لا تطلب منِّي النَّجدة
يا أخي العربي! ما لي من أمري شئ فتعال خذ هذه المَجَّة
تعال لنستمتع ونرقص ونغني و نركب الموجة
***
واهمٌ أنت واهم لا سلامة في الغفلة
و كؤوسك السّبْعُ لا تستطيع مسح ما يحدثُ بالنشوة
ولا النرجيلة دخانها كافٍ ليغطي حجم النكبة
فأكسر كأسك ولف النربيج حول عنقِ الأزمة
***
ماذا! أتريدني أن أهز العرشَ وأكسر القيد وأحدث الضجة؟
ألم ترى ما حدث لك و لأطفالك عندما رججت سقف الحرية رجا
أنت تعرف أنه لا ينجو منا إلا من كان نعجة
والنعاجُ لا تَطلبُ الذبحَ إنما تُأخَذُ أخذا
***
أين النجاة فيما وصفت؟ ألسنا كما يقالُ في الهوا سوا؟
أم أنَّك لم تسمع بقصة الثور والأسدِ
وأن النهاياتِ تبتدأ بفرق تَسُدِ
***
نحنُ لسا في الهوا سوا
فكلٌ له حاكمه له حُجرته كلٌ له قصعة
يا أخي العربي لا تطلب منِّي أن أكسر القصعة
ولا تذكرني! فأنا أعرف أنني سأؤكل بعدك فلماذا تطلُبُ منِّي العجلة؟
***
أغرك أن قصعتك أكبرُ من قصعتي؟
وسجنك أوسع من سجني؟
وذُلَّك أقل من ذُلي؟
أخي العربي كل السجون سواء
والذُّل على الأحرار كَبُرَ أو صَغُرَ هوان
ثم … يا ابن أمي أأهون عليك؟ أدمي لا يعنيك بشيء؟
أخي أنا لا أطلب منك العجلة إنما أبشرك أن في اجتماعنا الغَلبة
***
أنحنُ أخوانِ بالعَنوة؟
سجالاتنا واقتَّالاتنا بالجملة
إنني لا أتذكر لك إلا تعاملاتٍ بالقوتِ والعملة
لا زيارةً ولا فضلا ولا كلمةً حلوة
ثم … خائفٌ أنا خائف ها أنت لم تَحْصُدِ الغلبة
أأرمي نفسي في البحرِ والغُربة
ألا تتذكر أخاًك إلا في البلوى
***
أنغرقُ في المُسائلة والملامة والوطنُ حولنا خراب؟
ألا نصل للنصر بعد اجتياز كل ذلك التاريخ والصِّعاب؟
أما آن لنا أن نُسيل الماءَ على بيوت الملحِ والسراب؟
لنلقي من أيدينا السَّيف والحراب
ونمسك بقوةٍ ذاك الكِتاب … ذاك الكِتاب
***
أخي ووديدي ومن أُحس بآخه
رغم الحروب والأحزاب والآلامِ فلنخترِ المحبة
ضع يدك في يدي فلا تَتَخَلَلُنا جَّفوة
وقلبك على قلبي فلا نَمْلئ قلوبنا على بعضنا البعضِ بالقَسوة
أخوانِ نحن أخوانِ فلنكن دوماً على الوفاق والمودة
